تجربة أولى ناجحة للمخرجة: لويز إيمون .بعملها:المبتلعة”.. فيلم عن الصراع بين العقل والجهل.-تقديم: إلياس حموي.



“المبتلعة”.. فيلم عن الصراع بين العقل والجهل
إلياس حموي

تجربة أولى ناجحة للمخرجة لويز إيمون
في مهرجان كان السينمائي الذي عقد في شهر مايو الماضي هناك تظاهرات سينمائية بالإضافة إلى المسابقة الرسمية التي تتنافس فيها الأفلام على السعفة الذهبية، ومن هذه التظاهرات أسبوع النقاد وأسبوع صناع السينما.
ومن الأفلام الهامة التي شاركت في الدورة الأخيرة للمهرجان الفيلم الفرنسي “المبتلعة” للمخرجة الفرنسية لويز إيمون، التي تخوض أولى تجاربها الإخراجية. وقد لفت إليه الأنظار وكان تجربة أولى ناجحة لمخرجته وأشاد بها النقاد.
يروي الفيلم قصة المعلمة إيميه (غالاتيا بيلوجي) التي تصل إلى إحدى القرى النائية في أعالي جبال الألب الفرنسية لتعليم سكان القرية الغارقين في الجهل والتخلف القراءة والكتابة، في مهمة ليست سهلة على الإطلاق وسط الرفض والريبة اللذين يواجهونها بهما في البداية، وهو ما يجعلها تخاف منهم وتخشاهم، لكن سرعان ما يتلاشى هذا الشعور بمرور الوقت ويبدأ الناس بالتفاعل والتجاوب معها خصوصا الأطفال.
بكاميرا انطباعية صورت إيمون فيلمها مظهرة جمال الطبيعة في جبال الألب، وخصوصا بياض الثلوج
تبدأ إيميه الاندماج تدريجيا في هذه القرية الغريبة التي يؤمن سكانها بالخرافات أكثر مما يؤمنون بالعلم والعقل، ولا يعرفون من العالم الخارجي سوى كاليفورنيا والجزائر بسبب القصص التي سمعوها عنهما. ثم تبدأ بالتغير تدريجيا وتتأثر بطباع أهل القرية ومعتقداتهم وتشعر بأنها جزء منهم وتشاركهم كوارثهم التي تحل عليهم وخصوصا حين تهب العاصفة الثلجية على القرية ويختفي أحد السكان ويعتقدون أنه ذهب إلى الجزائر بسبب ضياعه في الثلوج بينما يموت رجل آخر نتيجة هذه العاصفة ويضطر أهالي القرية إلى وضعه على سطح منزل إيميه خوفا من أن تأكله الحيوانات المفترسة.
هكذا تصبح إيميه جزءا من نسيج هذه القرية الجاهلية وتتأثر بمعتقداتها رغم علمها وثقافتها، حتى إن نساء القرية يمنعنها في إحدى المرات من تدوين قصة على الورق خوفا من موت الشخصيات. هكذا تجري الأمور دلالة على أن الإنسان يتأثر بالبيئة التي يخالطها مهما كان محصنا فكريا.
بكاميرا انطباعية صورت إيمون فيلمها هذا مظهرة جمال الطبيعة في جبال الألب وخصوصا بياض الثلوج، فكان هناك تباين بين اللقطات الداخلية والخارجية حيث كانت الداخلية ذات إضاءة داكنة ومعتمة وكأنها استعارة عن الجهل والعلم بينما كان أسلوبها الإخراجي كلاسيكيا لكنه منضبط، واستطاعت عبر كاميرتها إظهار حالات الشخصية الرئيسية فكان فيلمها تجربة أولى ناجحة.

إلياس حموي
كاتب سوري


أخر المقالات

منكم وإليكم