الفهم والكلمة ترسم الرمز من خلال فتح فجوة التأمل.
بشرى بن فاطمة
ربما لأن نديم كوفي ينتمي إلى جيل عراقي لا يزال يرى في الكتابة فعل بقاء لا وسيلة تواصل، لذلك تحمّل صرامة الموقف وحسيّات الانتماء مع تدخل اللون بين سواد أو عمق داكن، وبين فراغ وخدوش بفعل الطبقات التي يشتغل عليها، ويتنقل بها في المساحات لتحدث محاورة أو تستعيد ذاكرة متكسّرة لوعي تشكيلي معاصر.
قد تبدو اللوحة كأثر أو بقايا نقش قديم أو حروف مطموسة بخطوط متداخلة تكاد تفُهم، إشارات بين الطمس والإلغاء، وكأن اللغة تحرّرت من وظيفتها لتصبح أثرا، لتصبح مفهومية في العمل الفني، تشير إلى هشاشة المعنى في عالم مثقل بالانكسارات أو صعوبة النطق في أزمنة افتراضية اللغة واندثار الكتابة لأن الكتابة أصبحت ترهق اللغة وكأنها تشبه العطش.
تبدو الكتابة في مناحيها المفاهيمية وكأنها اعتراف أو وثيقة مفقودة مشبعة بالفقد أو المنافي الداخلية، وحرائق الصراع بين الانتماء والهوية؛ مساحة جدال داخلية وتأمل يفصح عن فلسفة بصرية تحاول أن تثبت أن الأثر أهم من الوضوح.
صحيفة العرب
مجلة ايليت فوت. ارت

