اكتشاف فسيفساء بيزنطية نادرة في ريف دمشق

دمشق ـ أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية عن اكتشاف لوحة فسيفسائية تعود إلى الحقبة البيزنطية في محيط مدينة قارة بريف دمشق، وذلك خلال أعمال تنقيب طارئة نفذها فريق أثري من دائرة آثار ريف دمشق بعد ورود معلومات من أحد المواطنين الذي عثر عليها أثناء عمله في أرض زراعية.
وذكرت المديرية في بيان صحفي أن الموقع المكتشف يقع في منطقة تعرف محلياً باسم “القبو”، على بعد نحو 15 كيلومتراً شمال غرب مدينة قارة قرب الحدود اللبنانية. وقد كشفت أعمال التنقيب عن جزء من أرضية فسيفساء مزخرفة بأشكال هندسية دقيقة بألوان الأبيض والأسود والقرميدي، إضافة إلى آثار طينة كلسية وبقايا رسوم جدارية (فريسكو) على الجدار الجنوبي، ما يشير إلى أن الموقع كان جزءاً من مبنى ذي طابع ديني أو سكني فاخر يعود إلى الحقبة البيزنطية.
ويُعد هذا الاكتشاف إضافة مهمة إلى سلسلة الاكتشافات الأثرية التي تشهدها سوريا، حيث تشتهر البلاد بامتلاكها واحدة من أغنى مجموعات الفسيفساء البيزنطية في العالم، خاصة في مناطق مثل شهبا ومعرة النعمان التي تضم متاحف متخصصة في عرض هذه الأعمال. وتتميز الفسيفساء البيزنطية في سوريا باستخدامها للألوان الطبيعية المستخرجة من الأحجار المحلية، فضلاً عن دقة التصاميم التي تجمع بين الرموز الدينية والزخارف الهندسية والنباتية.
ويؤكد خبراء الآثار أن هذه اللوحات ليست مجرد أعمال فنية، بل هي وثائق تاريخية تعكس الحياة الاجتماعية والدينية والفكرية في تلك الحقبة، إذ كانت الفسيفساء تزين الكنائس والقصور وتروي قصصاً من الكتاب المقدس أو مشاهد من الحياة اليومية.
المديرية العامة للآثار شددت على أهمية الاكتشاف الجديد، مشيرة إلى أن أعمال التنقيب ستستمر للكشف عن كامل الموقع وحمايته من أي عبث، مع دراسة إمكانية نقله أو عرضه في أحد المتاحف السورية ليكون شاهداً جديداً على غنى التراث الحضاري السوري الممتد عبر العصور.
صحيفة العرب


