حركية الحدث.. جوهر «أفلام اليوم الواحد

أما السيناريست اأحمد عبداللهب، فقد كان مصراً دون أن يدري، على الوقوع في خطأ انتقاد سلوك فرد في مجموعة يجمعها الإيمان بفكرة ما، فسلوك الفرد ليس مقياساً لهدم الفكرة إلا إذا كان السلوك جماعياً، وبالتالي أصبح الحدث مشوشاً في هذه الأفلام، خصوصاً اليلة العيدب، اكاباريهب، االليلة الكبيرةب، وأيضا فيلم ااشتباكب، وبالتالي فإن طرح الأفكار المختلف عليها يحتاج إلى معالجة سينمائية أخرى.
جدير بنا أن ننوه إلى أن معظم اأفلام اليوم الواحدب التي ذكرناها هنا، لعبت على إنجاز حدث يجمع نماذج مختلفة من المجتمع في مكان واحد، وهي ثيمة تثقلها كثرة الشخوص بغرض طرح أكبر عدد من المشاكل، لكن تتبقى ثلاثة أفلام شذت عن هذه الثيمة أولها فيلم اليلة ساخنةب، الذي دار حدثه في ليلة واحدة جمعت بين سائق تاكسي وراكبة لديها مشاكل، والفيلم الثاني هو ابتوقيت القاهرةب ويرتكز على إصرار رجل يعاني مرض الزهايمر ولديه إصرار على تذكر صاحبة صورة موجودة في ألبوم ذكرياته، والثالث ارحلة 404ب الذي يبدأ بفتاة قررت التوبة من ماضيها وتستعد للسفر بعد يوم لأداء فريضة الحج رفقة والدها، لكن حادثاً يقع لوالدتها فتدخلها مستشفى يطالبها بمبالغ كبيرة غير متوافرة لديها، وعندما تلجأ للاقتراض، وينكر عليها جميع من تعرفهم أمر توبتها ويساومونها على المساعدة.. ثلاثة أفلام الحدث فيها يحمل قيماً إنسانية واجتماعية، وما يمكن أن يقال افنياًب عن فيلم فهو ينطبق بنسبة كبيرة على الفيلمين الآخرين، فالحدث معلوم بانتظار التالي، والتالي هو تطورات يكتشفها البطل والمشاهد معاً، فيصبح المشاهد شريكاً أصيلاً في الحدث، يتوقع نهاية المشهد حين يبدأ، وإذا خاب توقعه مرة يعيد الكرة مرة أخرى، إنه الحدث المتنامي سريع الإيقاع بحوارات مقتضبة وعميقة في دلالاتها.
#مجلة الشارقة الثقافية
#مجلة ايليت فونو ارت


