مكتبة إسكندر حبش” بمخيم مار إلياس: “سأترك الحقل مضاء”
أبواب المكتبة ستُفتح أمام جميع المهتمّي
بعد أقل من 50 يومًا على رحيله، جرى تدشين “مكتبة إسكندر حبش” في مقر أكاديمية دار الثقافة في مخيّم مار إلياس ببيروت، وذلك يوم الخميس 18 كانون الأول/ ديسمبر 2025، بحضور زوجته الإعلامية شيرين موسى، وشخصيات ثقافية وأدبية، من بينهم الروائي والفنان التشكيلي مروان عبد العال والباحث صقر أبو فخر، وعدد من محبّي الراحل.
وجاءت هذه الخطوة عقب إعلان شيرين موسى، بعد رحيله، التبرّع بمكتبته للمخيمات الفلسطينية، تنفيذًا لرغبته في أن يستفيد أكبر عدد ممكن من الشباب من مكتبته التي بناها على مدى ستين عامًا، وتضمّ عشرات الآلاف من الكتب، بالعربية والفرنسية والإنكليزية، ومن بينها أرشيف كبير لمجلات فكرية وأدبية مثل “عالم المعرفة”، و”الكرمل” و”شعر”.
وأعلنت أكاديمية دار الثقافة في بيان الافتتاح أن هذه الخطوة تأتي “وفاء للكلمة والموقف، ولإرث ثقافي أسهم في صياغة الوعي وجعل من الكتاب فعل انتماء حقيقي”.
من حفل الافتتاح
وقال الروائي مروان عبد العال خلال حفل الافتتاح:
“اليوم أزحنا الستار لترافق رحلة الأكاديمية مكتبة هائلة بكرم من شاعر كبير، أخبرنا أن الثقافة ضوء لكل الأمكنة وأن الشعر حياة تخرج من ضفاف العالم وفكره وفلسفته وفنه وشعره ومسرحه العالمي…إسكندر كان مؤمنًا بهذه الفكرة، فتم تجسيدها وشكرًا لكل من حوّل الفكرة إلى حقيقة. في المكتبة يوجد كتب لها قيمة كبيرة ومراجع مفقودة بالنسبة لنا وكتب نادرة.
قال فيكتور هوغو: ‘من يفتح باب مدرسة، يغلق باب سجن‘. نحن اليوم نفتح باب مكتبة في المخيم. والسجن ليس فقط القيد الذي يُوضع في اليدين، بل هو التخلف ومصادرة الوعي وتهميش الناس.
لذلك ليس غريبًا أن تكون هي مكتبة إسكندر الذي كتب ‘سأترك الحقل مضاء‘، والحقل مضاء بالثقافة والكرامة والحلم، فأودع إرثه المضيء بالحرف واللغة، كلماته التي وهبها بهدوء لمن يستطيع إضاءة الحقل. واليوم، نحن نستلم الأمانة يا إسكندر، يا صديقنا، لنضيء الحقل، إلى ما بعدنا ولنفتح نافذة في وجه العتمة”.
من جهتها كتبت المنسّقة التنفيذية في الأكاديمية تغريد عبد العال: “ما يميّز هذا الأمر، أن تكون المكتبة مركزًا للنقاش الثقافي، لاستقبال الكتّاب، الأدباء، الفنانين، المفكرين، الطلاب والأكاديميين، ضمن إطار ‘أكاديمية دار الثقافة‘، المكان الذي أحبّه إسكندر وانتمى بفكره وثقافته إليه. والأهم، أن تفتح المكتبة أبوابها أمام المراكز الثقافية في كل المخيمات الفلسطينية المهمشة ثقافيًا”.
وأضافت عبد العال أنّ أبواب المكتبة ستُفتح أمام جميع المهتمّين، مع تخصيص تبرّعات لمراكز فلسطينية في المخيمات، بهدف بناء فضاءات ثقافية كانت مهمّشة سابقًا. وأشارت إلى أنّ مجموعاته الشعرية، ورواياته، ومجلّاته، وموسوعاته، ستشكّل بواباتٍ لاستقبال صغار المبدعين وكبارهم، ممن يسعون إلى ابتكار الضوء والمعرفة. موقع ضفة ثالثة الثقافي
مجلة ايليت فوتو ارت


