هل يشكل دخول الذكاء الاصطناعي مجال السينما تحديا ..ام مساعد في تطويرها..؟

×Al ArabAl Arab العربFREE – In Google Play
VIEW
<>تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
























الذكاء الاصطناعي والسينما: من يفوز في معركة فينيسيا

فينيسيا: الجمال يكمن في الصمود والتوازن
فينيسيا (إيطاليا)- مع اقتراب مهرجان فينيسيا السينمائي الـ82 (27 أغسطس – 6 سبتمبر 2025)، تتجه الأنظار إلى فينيسيا، المدينة التي تجمع بين الرومانسية والفن والهشاشة البيئية. لكن هذا العام، يبرز لاعب جديد يعيد تشكيل السينما والمدينة على حد سواء: الذكاء الاصطناعي (AI). من نماذج برمجية ثورية إلى شراكات عالمية، يقدم الذكاء الاصطناعي إبداعا لا حدود له، لكنه يثير تحديات أخلاقية وبيئية. فهل سيعزز الذكاء الاصطناعي مكانة فينيسيا كرمز للفن، أم ستصبح تحدياته عبئا يهدد بغرق هذه الجوهرة المائية؟ وفي معركة الإبداع بين الذكاء الاصطناعي والسينما التقليدية، من سيحسم الغلبة؟
الذكاء الاصطناعي يغير قواعد صناعة السينما بسرعة مذهلة. في الثالث والعشرين من يوليو 2025، أعلنت شركة علي بابا الصينية عن إطلاق “Qwen3 – Coder”، نموذج مفتوح المصدر لتطوير البرمجيات، يمكنه تبسيط إنتاج المؤثرات البصرية وتحرير الأفلام. هذا النموذج، بقدرته على كتابة أكواد معقدة، يمكن أن يدعم صانعي الأفلام في مهرجان فينيسيا لإنشاء مشاهد رقمية مبتكرة بتكلفة أقل. على سبيل المثال، يمكن لأدوات مثل هذه إعادة إحياء فينيسيا القديمة في أفلام تاريخية، مع محاكاة قنواتها وجسورها بدقة مذهلة.
أنطونيو غوتيريش: عسكرة الذكاء الاصطناعي تذكرنا بضرورة التوازن
في الوقت نفسه، أعلنت OpenAI في الثاني والعشرين من يوليو 2025 عن شراكة مع Oracle لتوسيع مركز بيانات “Stargate” بقدرة 4.5 جيجاوات، مما يعزز الحوسبة السحابية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. هذه القوة الحوسبية تتيح تحليل كميات هائلة من البيانات، مثل ردود فعل الجمهور أو تحسين جودة الصورة في الأفلام. في فينيسيا، يمكن أن تساعد هذه التقنية في تصميم تجارب سينمائية تفاعلية، حيث يختار الجمهور نهايات الأفلام بناءً على تحليلات الذكاء الاصطناعي.
كما وقّعت المملكة المتحدة في الثاني والعشرين من يوليو اتفاقية مع OpenAI لتعزيز الابتكار في الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطبيقات في القطاعات الإبداعية. هذه الشراكة قد تمكّن صانعي الأفلام البريطانيين المشاركين في المهرجان من استخدام أدوات ذكاء اصطناعي لتحليل النصوص السينمائية أو تخصيص المحتوى حسب تفضيلات الجمهور. وفي السياق العربي، أطلقت Araby AI نموذج “Araby GPT”، الذي يدعم إنشاء محتوى بصري وسمعي باللغة العربية، مما يعزز فرص مشاركة المخرجين العرب في فينيسيا.
في معركة الإبداع، يبدو الذكاء الاصطناعي كمنافس قوي. أدوات مثل “Gemini 2.5 Pro” من Google، التي عُدلت في التاسع عشر من يوليو 2025، تتيح إنشاء مؤثرات بصرية معقدة، مما يقلل التكاليف ويسرع الإنتاج. في مهرجان فينيسيا، قد نشهد أفلاما تستخدم الذكاء الاصطناعي لإعادة إحياء شخصيات تاريخية، مثل تيتيان، أو محاكاة قنوات المدينة بدقة رقمية. لكن السينما التقليدية، بإحساسها البشري، تحتفظ بسحر لا يضاهى. أفلام مثل تلك التي ألهمها فنانو فينيسيا، من تيتيان إلى فيفالدي، تعتمد على العاطفة والخيال البشري، وهي عناصر يصعب على الذكاء الاصطناعي محاكاتها.
السياحة المفرطة، التي تستقطب 30 مليون زائر سنويا إلى فينيسيا، تضيف إلى هذا الصراع. الذكاء الاصطناعي يمكن أن ينظم تدفقات الزوار عبر تحليل البيانات، لكنه قد يحول المهرجان إلى تجربة آلية تفتقر إلى الرومانسية. الأمن السيبراني يشكل تحديا آخر، ففي الثاني من يوليو 2025، استهدف قراصنة نموذجا تابعا لمايكروسوفت، مما يثير تساؤلات حول حماية البيانات في تطبيقات السينما.
الذكاء الاصطناعي والسينما التقليدية ليسا خصمين، بل شريكان محتملان. الذكاء الاصطناعي يقدم أدوات لتعزيز الإبداع، مثل تحليل ردود الجمهور أو إنشاء مشاهد رقمية، لكنه لا يستطيع استبدال العمق العاطفي للسينما البشرية. في فينيسيا، قد يساعد الذكاء الاصطناعي في حماية المدينة من الفيضانات عبر نماذج تنبؤية، لكنه يحتاج إلى حوكمة أخلاقية لتجنب التأثيرات السلبية. تحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في التاسع من يوليو 2025 من عسكرة الذكاء الاصطناعي يذكرنا بضرورة التوازن.
في النهاية، فينيسيا تعلمنا أن الجمال يكمن في الصمود والتوازن. الذكاء الاصطناعي يمكنه دعم السينما بأدوات ثورية، لكنه لن يحل محل الإنسان الذي يحكي قصص الحب على جسر التنهدات أو يبدع لوحة مثل “زفاف قانا”. الغلبة لن تكون لأحدهما، بل للتعاون بينهما. فينيسيا، بقنواتها ومهرجانها، ستبقى شاهدة على هذا الزواج بين التكنولوجيا والفن، طالما حافظنا على روحها الحية.
صخيفة العرب
مجلة ايليت فوتو ارت.

















أخر المقالات

منكم وإليكم