نظرية المقارنة او القياس بالمثل عند أفلاطون


نظرية_المُثُل عند أفلاطون: كيف نفهم الحقيقة خلف الأشياء؟

تُعَدّ نظرية المُثُل من أهمّ أفكار أفلاطون، وقد حاول من خلالها الإجابة عن سؤالٍ جوهري:
ما الحقيقة؟ وهل ما نراه حولنا هو الواقع الكامل؟

يرى أفلاطون أن الوجود ينقسم إلى عالمين مختلفين:

أولًا: العالم الحسي
وهو العالم الذي نعيش فيه وندركه بحواسّنا؛ عالم الأشياء المادية مثل الإنسان، والكرسي، والشجرة. هذا العالم – بحسب أفلاطون – غير ثابت، كل ما فيه يتغيّر ويزول، ولذلك لا يمكن الاعتماد عليه للوصول إلى معرفة يقينية.

ثانيًا: عالم المُثُل
وهو عالم عقلي غير مادي، يحتوي على الأشكال المثالية لكل شيء. هذه المُثُل ثابتة، أزلية، وكاملة. فهناك مثلٌ للعدالة، ومثلٌ للجمال، ومثلٌ للخير… وهي الأصل الحقيقي لكل ما نراه في العالم الحسي.

■مثال لتوضيح الفكرة:
عندما نقول إن هذا الوجه جميل أو تلك اللوحة جميلة، فإننا نختلف في الحكم؛ لأن الجمال في العالم الحسي نسبي.
لكن في عالم المُثُل يوجد “الجمال المطلق”، وهو جمال كامل لا يتغير، وكل ما نراه جميلًا في حياتنا ليس سوى انعكاس ناقص لهذا الجمال المثالي.

■كيف نعرف المُثُل؟
يؤكد أفلاطون أن الحواس لا تمنحنا معرفة حقيقية، لأنها تخدعنا.
المعرفة الحقة لا تُدرك إلا عبر العقل والتأمل الفلسفي. ولهذا كان يربط الفلسفة بالتحرر من الوهم، كما صوّر ذلك في أسطورة الكهف.

■العلاقة بين العالمين:
العالم الحسي يشبه ظلًّا لعالم المُثُل.
فكل شيء مادي هو نسخة غير كاملة عن شكله المثالي.
الكرسي الذي نجلس عليه ليس إلا تقليدًا ناقصًا لـ “فكرة الكرسي” الكاملة الموجودة في عالم المُثُل.

■أثر النظرية في الفلسفة:
أثّرت نظرية المُثُل بعمق في تاريخ الفلسفة، وفتحت النقاش حول طبيعة الحقيقة والمعرفة.
وقد خالف أرسطو أستاذه أفلاطون، معتبرًا أن الحقيقة لا توجد في عالم مفارق، بل في جوهر الأشياء نفسها.
..
أراد أفلاطون أن يقول لنا إن ما نراه ليس كل الحقيقة،
وأن العقل أعمق من الحواس،
وأن الفلسفة رحلة بحثٍ عن الكمال خلف الظاهر.
#نظرية_المثل
#افلاطون
عالم الفلسفة
مجلة ايليت فوتو ارت

أخر المقالات

منكم وإليكم