النظم السياسية

• تأليف: موريس ديفرجيه
• ترجمة: أحمد حسيب عباس
• مراجعة: ضياء الدين صالح

يعالج الكتاب مفهوم النظام السياسي بوصفه الصيغة التي يتجسد فيها التمييز المنظم بين الحاكمين والمحكومين داخل الأمة، ويقدمه باعتباره الإطار الأعلى لتنظيم السلطة السياسية. ينطلق موريس ديفرجيه من تصور علمي يربط بين السياسة وبنية المجتمع، ويؤكد أن النظم السياسية لا تُفهم إلا من خلال دراسة التكوين الحكومي، وآليات ممارسة السلطة، والعلاقات التي تنشأ بين المؤسسات السياسية والقوى الاجتماعية. يقدم الكتاب رؤية تحليلية مقارنة تبرز اختلاف النظم السياسية من حيث الدرجة والوظيفة، ويجعل من الدولة القومية النموذج الأرقى لدراسة التنظيم السياسي.

مفهوم النظام السياسي وطبيعته

يعرف ديفرجيه النظام السياسي بوصفه الشكل الذي تتخذه السلطة داخل جماعة بشرية منظمة، حيث يظهر التمييز الواضح بين من يمارس الحكم ومن يخضع له. يرتبط هذا المفهوم في معناه الضيق بالتكوين الحكومي للأمة، بينما يتسع في معناه العام ليشمل جميع الأطر التي تنظم السلطة داخل المجتمع. يوضح الكتاب أن التنظيم السياسي للأمة يمثل أعلى درجات التعقيد المؤسسي، وأن دراسة النظم السياسية في الجماعات الأخرى تكتسب معناها الحقيقي عند مقارنتها بالنظام القومي.

الدولة والأمة والتنظيم الحكومي

يحلل الكتاب العلاقة بين الدولة والأمة باعتبارها علاقة تنظيم سياسي متكامل، حيث تتجسد السلطة في مؤسسات مستقرة وقواعد قانونية ملزمة. يعرض ديفرجيه الدولة كإطار تتبلور داخله الوظائف السياسية الأساسية، وعلى رأسها التشريع والتنفيذ والقضاء. يبرز التنظيم الحكومي بوصفه التعبير العملي عن السلطة السياسية، ويؤكد أن اختلاف النظم السياسية بين الدول يعود إلى درجة تطور هذا التنظيم وقدرته على ضبط العلاقات الاجتماعية.

تصنيف النظم السياسية

يقدم ديفرجيه تصنيفا علميا للنظم السياسية يعتمد على معايير مؤسسية ووظيفية، مثل طبيعة السلطة التنفيذية، وشكل العلاقة بين السلطات، ودور الأحزاب السياسية. يعالج النظم البرلمانية والرئاسية والمختلطة من زاوية توازن السلطة والاستقرار السياسي. يربط هذا التصنيف بالواقع الاجتماعي والتاريخي لكل دولة، ويؤكد أن النظام السياسي يعكس البنية الاجتماعية بقدر ما يسهم في تشكيلها.

الأحزاب السياسية ودورها في النظام السياسي

يولي الكتاب أهمية مركزية للأحزاب السياسية بوصفها عنصرا حاسما في فهم النظم السياسية الحديثة. يعرض ديفرجيه الأحزاب باعتبارها وسائط بين المجتمع والدولة، وأدوات لتنظيم المشاركة السياسية وتداول السلطة. يوضح أثر التعددية الحزبية أو الثنائية الحزبية في استقرار النظام السياسي، ويبرز العلاقة الوثيقة بين النظام الانتخابي وبنية النظام الحزبي.

العلاقة بين النظام السياسي والمجتمع

يعالج الكتاب التفاعل المستمر بين النظام السياسي والبنية الاجتماعية، حيث يؤثر كل منهما في الآخر بصورة متبادلة. يبرز ديفرجيه دور العوامل الاقتصادية والثقافية والتاريخية في تشكيل النظم السياسية، ويؤكد أن السلطة السياسية تعكس توازنات المجتمع وقواه الفاعلة. يقدم هذا التحليل في إطار علم السياسة المقارن، مع تركيز على فهم السياسة بوصفها ظاهرة اجتماعية منظمة.

الخلاصة الختامية

يقدم كتاب «النظم السياسية» إطارا نظريا وتحليليا متكاملا لفهم السلطة السياسية وتنظيمها داخل الدولة الحديثة. يرسخ موريس ديفرجيه مقاربة علمية تجعل من الأمة النموذج المرجعي الأعلى لدراسة النظم السياسية، وتربط بين المؤسسات السياسية والواقع الاجتماعي.

ترجمة ترجمة: أحمد حسيب عباس

اعداد سالم يفوت

#مجلة ايليت فوتو ارت