ظاهرة نقد الدين في الفكر الغربي الحديث – سلطان العميرييأخذنا هذا الكتاب في جولة فكرية عميقة داخل أحد أكثر الملفات إشكالًا في تاريخ الفكر الحديث: ملف نقد الدين كما تشكّل وتطوّر داخل السياق الغربي. لا يقدّم سلطان العميري عملًا توصيفيًا عابرًا، ولا ينخرط في خطاب سجالي أو دفاعي، بل يبني دراسة تحليلية هادئة، تتقصّى الجذور، وتفكّك المسارات، وتعيد ترتيب الأسئلة في أفقها التاريخي والمعرفي.يمضي الكتاب عبر فضاءات عقدية وفلسفية متشابكة، حيث لم يكن نقد الدين مجرّد موقف فكري، بل ظاهرة ثقافية شاملة، ارتبطت بتحوّلات الحداثة، وصعود العقلانية، وتبدّل علاقة الإنسان بالسلطة والمعنى والتاريخ. ومن هنا، يشتغل العميري على الظاهرة بوصفها بنية فكرية متكاملة، لا كأصوات متفرقة أو نزعات فردية، كاشفًا عن السياقات التي جعلت من نقد الدين خيارًا معرفيًا مهيمنًا في الغرب، ومثار جدلٍ حادّ في العالم العربي.تميّز هذا العمل يكمن في منهجه؛ إذ لا يكتفي بالتتبع التاريخي، بل يزاوج بين التحليل المفهومي والنقد المعرفي، فيكشف كيف انتقل نقد الدين من مساءلة لاهوتية داخلية، إلى مشروع فلسفي، ثم إلى خطاب ثقافي عام يُعيد تعريف المقدّس، والإنسان، والكون. وفي هذا المسار، ينجح المؤلف في تفكيك الصور النمطية، سواء تلك التي تمجّد النقد دون مساءلة، أو التي ترفضه دون فهم شروطه وسياقاته.بهذا المعنى، لا يقدّم الكتاب حكمًا نهائيًا، بل يفتح أفقًا للفهم. إنه عمل أصيل في بابه، ونموذج للدراسة الرصينة التي تتعامل مع القضايا الحسّاسة بميزان العقل لا بانفعال المواقف. لذلك يستحق هذا الكتاب أن يحتل مكانه في النقاش الأكاديمي والفكري، لا بوصفه إجابة جاهزة، بل بوصفه أداة تفكير تساعد على قراءة واحدة من أكثر ظواهر الفكر الحديث تعقيدًا وتأثيرًا.🔗 رابط تحميل الكتاب تجدونه في أول تعليق.#سلطان_العميري #نقد_الدين #الفكر_الغربي #الفلسفة_الحديثة #الحداثة #الدين_والفلسفة #النقد_المعرفي #التاريخ_الفكري #صفحة_الفلسفة_كنمط_للعيش# مجلة ايليت فوتو ارت


